
أكادير.. الأمن يسابق الزمن لفك لغز سرقة في فندق فخم والضحايا من شخصيات وازنة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في مساء خريفي دافئ من يوم أمس السبت 31 ماي، وبينما كانت أنغام الموسيقى تعبق في أرجاء فندق فاخر بمدينة أكادير احتفالاً بزفاف عائلي باذخ، كانت يد خفية تحيك واحدة من أكثر الجرائم جرأة وغموضاً، مستهدفة ضيوف الحفل أغلبهم من يهود مغاربة ، جاؤوا من مختلف بقاع العالم ليتشاركوا لحظة فرح لكنهم تفاجؤوا بكابوس من نوع آخر أنساه فرح تلك الليلة .
فمع انتهاء السهرة وعودة المدعوين إلى غرفهم الفخمة، كان في انتظارهم مشهد صادم، خزاناتهم الحديدية المؤمنة قد فُتحت، ومحتوياتها الثمينة اختفت دون أثر، أموال نقدية طائلة، مجوهرات مرصعة بالألماس، وساعات من أفخر العلامات العالمية، كلها سُرقت من خزائن يُفترض أنها لا تُفتح إلا ب “كود ” سري لا يعرفه سوى الزبون.
لم يُكسر قفل، لم يُرصد دخول غريب، ولم تُسجَّل أي ضوضاء تُنبئ بالجريمة، فالجدران صمتت، والكاميرات لم تُفصح عن الكثير، بدا الأمر وكأنه من حبكات روايات الجريمة التي اعتادت “آغاثا كريستي” نسجها، لكن هذه المرة، كان الواقع أكثر غرابة من الخيال.
التحقيقات انطلقت بسرعة. الشرطة القضائية، يرافقها فريق من الشرطة العلمية، حلّت بالفندق في وقت متأخر من ليلة أمس السبت- الأحد ، وبدأت بفحص كل زاوية، ورفع البصمات، وتحليل البيانات الرقمية المرتبطة بالخزانات، غير أن ما أثار الشكوك هو أن السرقة وقعت دون كسر أو خلع، ما يعزز احتمال التورط الداخلي، وفق مصادر مقربة من التحقيق.
فرضية أن يكون أحد أفراد طاقم الفندق، ممن يملكون معرفة دقيقة بتفاصيل نظام الأمان، قد استغل ثغرة ما، باتت الآن في صلب التحقيق، خاصة وأن أحد الضحايا أفاد أن الخزانة كانت تحتوي على ساعة عائلية نادرة، لا تقدر بثمن، اختفت كما لو أنها تبخرت.
مصادر مطلعة كشفت أن المحققين تمكنوا من جمع “معطيات مهمة” قد تغيّر مسار القضية خلال الأيام القادمة، دون تقديم تفاصيل إضافية، أما إدارة الفندق، فاختارت الصمت والتكتّم، حرصاً على صورة المؤسسة، وقلقاً من انعكاسات القضية على سمعة أكادير كوجهة سياحية آمنة.
الضيوف، الذين لم يعتادوا على أن تكون نهايات حفلات الزفاف بهذه النبرة البوليسية، غادر بعضهم الفندق في اليوم التالي، بينما قرّر آخرون البقاء على أمل استعادة ممتلكاتهم، أو على الأقل معرفة من كان “اللص الذي حضر الزفاف دون دعوة”.
القضية الآن بين أيدي المحققين، والخيوط تتشابك، لكن من يملك المفتاح السري لفتح خزانة الحقيقة، مجهودات تبدل من المصالح الأمنية لفك هذا اللغز، ليس الأول من نوعه بل سبقته سرقات اخرى، تمكنت مصالح الامن من فكها وتقديم الجناة للعدالة .
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X