أكادير.. “صورة” صادمة لمرتفق من ذوي الاحتياجات الخاصة يزحف بجناح المستشفى الجهوي

هبة بريس – عيد اللطيف بركة

في مشهد مؤلم نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من صعوبة الحركة، يزحف على أرضية أحد الأجنحة بمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير.

هذا المشهد، الذي لا يليق بأي إنسان، لم يكن مجرد حادث عارض بل أصبح رمزاً لتدهور الخدمات الصحية في المستشفى الذي كان من المفترض أن يكون ملاذًا للمريض.

– مستشفى الجهوي الحسن الثاني: تراجع ملحوظ في الخدمات

أصبح المستشفى الجهوي الحسن الثاني في أكادير، في السنوات الأخيرة، محط تساؤلات وانتقادات واسعة، بعد أن تراجع بشكل ملحوظ مستوى خدماته الطبية، وبدلاً من أن يُحسن من وضعه ليواكب متطلبات العصر، أصبح حديث الساعة في سوس ماسة، ليس بسبب إنجازاته، بل بسبب قلة الرعاية الصحية وتردي الوضع داخل أروقته.

– المعاناة على مرأى من الجميع

منذ فترة ليست بالبعيدة، أثارت حوادث مأساوية في هذا المستشفى غضب الساكنة، فقد شهد المستشفى حالات موت مروعة، حيث دخل بعض المرضى لإجراء عمليات جراحية وعادوا إلى ذويهم في نعوش، بسبب الإهمال أو الأخطاء الطبية، في حين يعاني آخرون من نقص حاد في الأسرة، إذ تجد المرضى ملقون على الأرض في بعض الأقسام، غير قادرين على الحصول على العلاج اللازم.

أما في الجانب الآخر، فتسجل عمليات سطو على ممتلكات المرضى، التي تحدث في جنح الظلام داخل الأجنحة، حيث يدخل اللصوص لسرقة أدوية وأغراض شخصية للمصابين، في ظل غياب تام للرقابة والآليات الأمنية، وكأن المستشفى تحول إلى غابة لا مكان فيها للإنسانية أو العدالة.

– أزمات متلاحقة وحلول غائبة

أما ما يثير الدهشة حقاً فهو التدخلات المتكررة من قبل السلطات الأمنية في مواجهة الفوضى المستمرة داخل المستشفى، فخلال مرات عديدة، كانت تدخلات الأمن ضرورية لفتح تحقيقات بشأن السرقات المتكررة، أو لفك الاشتباك بين مرافقين للمرضى وطواقم طبية، مما يعكس عمق الأزمة التي تعيشها هذه المؤسسة الصحية.

– الإنسانية غائبة في مستشفى “الموت”

ومع تداول شريط الفيديو المؤلم، الذي يظهر شخصاً معاقاً يزحف داخل جناح المستشفى، تحوّل المستشفى إلى مصدر للموت لا الحياة، وأصبح مكانًا يعيش فيه المرضى في صمت معاناتهم، وأصبحت الإنسانية مفقودة فيه، فلا أحد يكترث لآلامهم أو يحاول مساعدتهم في ظل غياب تام للتدخلات اللازمة.

إن الوضع داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني في أكادير يضع المسؤولين أمام تحدٍّ صعب، هذا المرفق الصحي الذي يراهن عليه آلاف المواطنين في جهة سوس ماسة، يجب أن يتغير حاله بسرعة، فلا يمكن القبول بمزيد من الإهمال أو التلاعب بحياة الناس. لذلك، من الواجب على الجهات المعنية التدخل الفوري، وفتح تحقيقات جادة لمعرفة المسؤولين عن هذا التدهور، وإصلاح الوضع بشكل جذري.

لن يتغير حال المستشفى إلا إذا تم تكريس مبدأ الرعاية الإنسانية والمهنية، وإعادة بناء الثقة بين المرضى وأطقم المستشفى، لأن في النهاية، ما نحتاجه ليس مجرد مبنى، بل مكان يقدم الأمل والحياة، لا الألم والموت.

– من يوقف هذا العبث؟

من المؤكد أن هذا المشهد يجب أن يكون جرس إنذار، نحن في حاجة إلى تحرك عاجل من قبل وزارة الصحة ، ومنظمات المجتمع المدني، لتغيير هذا الواقع الأليم، الذي أصبح يهدد حياة المرضى، ويجعل المستشفى مكانًا غير آمن لأولئك الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى