إسبانيا.. تفكيك شبكة تستغل حلم “التجمع العائلي” مقابل 6 آلاف يورو

عمر الرزيني – مكتب برشلونة

تمكّنت شرطة كتالونيا (Mossos d’Esquadra) من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مدينة بالافروخيل، قرب خيرونا، بعد أن ألقت القبض على زعيمها ووجهت له تهمة ارتكاب 46 جريمة تتعلق بالتزوير والاحتيال، في حين تم فتح تحقيق مع 30 شخصًا آخرين يُشتبه في تورطهم في نفس الملف.

وبحسب معطيات رسمية، كانت هذه الشبكة توفّر عقود عمل وهمية ووثائق مزوّرة للمهاجرين، خصوصاً من الجالية المغربية، بهدف تسهيل مسطرة التجمع العائلي والتسجيل البلدي بشكل غير قانوني، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 6.000 يورو عن كل ملف.

الضحايا في هذه القضية لم يكونوا مجرد أرقام أو أسماء في سجلات الشرطة، بل هم أشخاص تم استغلال ظروفهم الإنسانية الصعبة، ممن يحلمون بلمّ شمل أسرهم والعيش الكريم بجانب أبنائهم وأزواجهم وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحاجة وسندان شبكات تستغل أوضاعهم القانونية والاجتماعية، لتغتني على حسابهم.

الكثير من هؤلاء المهاجرين أُجبروا على بيع كل ما يملكون أو الاستدانة لتوفير المبلغ المطلوب، ظنّاً منهم أن هذه الخطوة ستفتح لهم باب الأمل. لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة ملفات قانونية معقّدة، قد تهدد استقرارهم، بل وإقامتهم في إسبانيا.

وتُعد هذه العملية الأمنية واحدة من أبرز الضربات ضد شبكات التزوير المرتبطة بالهجرة في منطقة كتالونيا، في وقت يُطالب فيه عدد من الحقوقيين والمجتمع المدني بتشديد الرقابة على هذه الممارسات، إلى جانب تبسيط الإجراءات القانونية الرسمية، حتى لا يضطر المهاجرون إلى اللجوء إلى مثل هذه المسالك الخطيرة.

ففي ظل تشعّب المساطر الإدارية، يبقى الحلم البسيط بلمّ شمل العائلة، لدى الآلاف، رهينًا بين اليأس والطمع… والضحايا هم دائماً الأضعف.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى