البراهمة وغالي في سباق مؤجل إلى 15 يونيو المقبل

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

أنهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نهاية الأسبوع المنصرم، أشغال مؤتمرها الوطني الرابع عشر، دون الحسم في اسم الرئيس الجديد، ما أبقى الباب مفتوحًا أمام التكهنات حول الشخصية التي ستقود أكبر جمعية حقوقية بالمغرب خلال المرحلة المقبلة.

المؤتمر، الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام بالمركب الدولي للشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة، جاء تحت شعار: “نضال وحدوي ضد الفساد والاستبداد والتطبيع، ومن أجل مغرب الديمقراطية وكافة حقوق الإنسان للجميع”، وشارك فيه 458 شخصًا، من بينهم 398 من المؤتمرين والمؤتمرات، و60 من الملاحظين والملاحظات، إلى جانب عدد من الصحافيين والضيوف والمتتبعين.

وقد اختتم المؤتمر بانتخاب لجنة إدارية جديدة تضم 86 عضوًا، من ضمنهم 32 امرأة بنسبة تمثيلية بلغت 42%، و27 شابة وشابًا بنسبة 31%، حيث تميزت تركيبتها بهيمنة أعضاء محسوبين على حزبي فيدرالية اليسار الديمقراطي والنهج الديمقراطي القاعدي، وفق ما أفرزته صناديق الاقتراع الداخلية.

ورغم أن اسم رئاسة الجمعية كان أحد أبرز محاور الاهتمام الحقوقي والإعلامي طيلة أيام المؤتمر، إلا أن المنصب ظل معلقًا إلى موعد لاحق، إذ لم تُسند المهمة بعد لأي من الأسماء المتداولة، وفي مقدمتها المحامية والناشطة الحقوقية سعاد البراهمة، والقيادي الحقوقي عزيز غالي، الرئيس المنتهية ولايته.

وكانت المرشحة سعاد البراهمة قد نفت في تصريحات ما تم تداوله بشأن توليها الرئاسة، مؤكدة أن المؤتمر انتخب فقط اللجنة الإدارية، وأن اختيار المكتب المركزي، بما فيه منصب الرئيس، سيتم خلال الاجتماع الأول للجنة الإدارية المقرر يوم الأحد 15 يونيو 2025، مرجعة هذا التأجيل إلى انشغالات الأعضاء المهنية والأسرية.

وفوّض المؤتمر، في انتظار انعقاد هذا الاجتماع، لرئاسة المؤتمر تسيير شؤون الجمعية بصفة مؤقتة، وفق ما أورده بلاغ رسمي للجمعية.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حضورًا وازنًا لرؤساء ومسؤولي عدد من الهيئات الحقوقية والسياسية والنقابية والجمعوية والمهنية، إلى جانب ممثلين عن شبكات نسائية وحقوقية من المغرب ومن دول المنطقة العربية والمغاربية وأوروبا، وتخللتها كلمات داعمة للجمعية ومساندة لمسارها النضالي.

كما عرف المؤتمر لحظة وفاء مؤثرة، تمثلت في تكريم عدد من الهيئات والشخصيات، منها هيئة الدفاع عن الجمعية، الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، عائلات المختطفين وضحايا الاختفاء القسري، ضحايا زلزال الحوز، والتنسيقية المحلية لواحة فكيك. وتم أيضًا تكريم الراحلة زكية بنعبد الجليل، التي وهبت شقتها بمكناس لفائدة الجمعية.

وقد ناقش المؤتمر التقريرين الأدبي والمالي وصادق عليهما، بالإضافة إلى المصادقة على كافة الوثائق المقترحة، بما في ذلك البيان العام واللائحة النهائية للجنة الإدارية.

ويبقى الاجتماع المقبل للجنة الإدارية، منتصف يونيو، محطة حاسمة في تحديد من سيتولى رئاسة الجمعية، في ظل تنافس واضح بين تيارين داخلها، وسط تطلع حقوقي داخلي وخارجي لمواصلة المسار النضالي للجمعية في ظل التحديات الحقوقية الراهنة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى