التسول في المغرب.. مهنة أم اضطرار؟

هبة بريس – أحمد المساعد

رغم تطور المجتمع المغربي وتوسع برامج الدعم الاجتماعي، لا تزال ظاهرة التسول تحتل مكاناً بارزاً في المشهد العام، سواء في الأسواق، أمام المساجد، أو في مفترقات الطرق.

موقع “هبة بريس” استقى آراء عدد من المواطنين حول هذه الظاهرة التي أثارت جدلاً واسعاً بين من يراها نتيجة للفقر المدقع، ومن يعتبرها حرفة تُمارس باحترافية واستغلال.

ظاهرة أم تجارة؟

يقول أحد المواطنين من مدينة وجدة : “التسول ولى تجارة عند بعض الناس. كاين اللي كيجمع أكثر من الموظف، وكيجي من مدينة لمدينة، يدير دورة في المغرب بحاله بحال الفنانين فـ جولة وطنية!”

وأكد أن هناك من يستغل الأطفال والنساء في هذه “المهنة”، بل وصل الأمر إلى كراء الرضع واستغلالهم لاستدرار عطف المارة.
ويضيف بغضب: “شفت سيدة كتجيب 25 ألف ريال فالصباح و25 ألف فالعشية. هادشي راه بزاف، وأنا موظف وماندخلش هاد المبلغ فنهار.”

جمعيات مشبوهة تحت غطاء الإحسان

وأشار مشارك آخر إلى خطورة بعض الجمعيات التي تحولت إلى غطاء لأنشطة التسول المنظمة: “ما بقاش أي واحد يقدر يدير جمعية. خاص الدولة تشدد المراقبة، راه كاين اللي كيستغل الجمعيات باش يشحت بطريقة قانونية!”

وحمّل المتحدث الدولة مسؤولية عدم التصدي الحازم لهذه الظاهرة، داعياً إلى فرض رقابة صارمة ومعاقبة من يستغل الحاجة لتحقيق أرباح.

فقراء في صمت… وعفيفون في الظل

في المقابل، لم يغفل المواطنون الحديث عن الفئة التي تعاني في صمت، دون أن تمد يدها: “كاين اللي فعلاً محتاج، ولكن الحياء ما كيخليهش يتسول. هاد الناس خاصنا نحسّو بهم ونعاونوهم بلا ما يسوّلو.”، وهي فئة غالباً ما تُهمَّش في برامج الدعم، رغم كونها الأكثر استحقاقاً.

تأثير سلبي على صورة المغرب

ومع اقتراب المغرب من احتضان تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم 2030، عبّر عدد من المواطنين عن تخوفهم من أن تسيء هذه الظاهرة لصورة البلاد.
“ما يمكنش ناس من دول أجنبية تجي وتلقانا معمرين الشوارع بالمتسولين. خاص الدولة تتحرك وتشوف حل قبل ما يوقعو فضائح إعلامية.”

رسالة إلى المسؤولين

وجه أغلب المتحدثين رسالة واضحة إلى الحكومة المغربية، مفادها: “راه ماشي كل من كيتسول فقير، وماشي كل فقير كيتسول. خاص تكون مراقبة، خاص قوانين، خاص العقوبات تطبق.”، ودعوا إلى التمييز بين من يسأل مضطراً، وبين من اتخذ التسول وسيلة للاغتناء السريع، على حساب كرامة المحتاجين وصورة الوطن.

ظاهرة التسول في المغرب لم تعد مجرد حالة اجتماعية ناتجة عن الفقر، بل تحولت عند البعض إلى “مهنة” قائمة بذاتها. وبين التسول الحقيقي والتسول الاحتيالي، يضيع المحتاج الشريف وتتشوه صورة البلاد. فهل تتدخل الدولة قبل أن يصبح “الشحّات” رمزاً من رموز الشارع المغربي؟!



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى