الوثيقة المزيفة.. كذبة جزائرية جديدة تفضح خبث نظام الكابرنات

هبة بريس- يوسف أقضاض

تكشف الحملة الأخيرة التي قادتها أبواق النظام الجزائري حول ما سُمي بـ”وثيقة مسرّبة” تزعم فيها تورط ضباط مغاربة في قاعدة إسرائيلية، عن مستوى غير مسبوق من التضليل الإعلامي وانحدار خطير في الخطاب السياسي الموجه ضد المملكة المغربية.

انطلقت الحملة مع انتشار وثيقة مزعومة، تحمل طابعاً دبلوماسياً “سرياً للغاية”، وتدعي وفاة ضباط من الجيش المغربي إثر قصف إيراني على قاعدة إسرائيلية تُدعى “ميروم”. وقد تم الترويج لهذه الأكذوبة على نطاق واسع عبر منصات إعلامية وصفحات مأجورة مرتبطة بشكل وثيق بجهاز الدعاية الجزائري، في محاولة يائسة لزرع البلبلة والتشويش على الرأي العام المغربي والعربي.

لكن ما لا يدركه صناع هذه الأكاذيب، أن هذه “الوثيقة” تحمل من التناقضات والمغالطات ما يكفي لكشف زيفها دون الحاجة إلى تحقيق معمق. فمن الناحية الشكلية، لا تتطابق الصياغة مع الأعراف المتبعة في البرقيات الدبلوماسية، ولا تحمل أي ختم رسمي أو توقيع يدل على صدقيتها. أما من الناحية المضمونية، فتفتقر إلى الدقة والموضوعية، وتظهر كأنها كتبت على عجل وبأسلوب دعائي فجّ.

لم تعد محاولات النظام الجزائري لإرباك المغرب خفية على أحد. فمنذ توقيع الرباط على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل سنة 2020، لم تتوقف حملات التشويه والافتراء القادمة من الجزائر، والتي تحاول تصوير أي تحرك مغربي في الساحة الدولية على أنه خيانة للقضية الفلسطينية. والغريب في الأمر، أن هذه الحملات تأتي من نظام معروف بعدم انخراطه الحقيقي في أي دعم فعلي لفلسطين، سوى على مستوى الشعارات المكررة والاستهلاك الإعلامي.

الهدف الحقيقي من وراء هذه الوثيقة الملفقة، هو التشويش على النجاحات الدبلوماسية للمغرب في القارة الإفريقية والشرق الأوسط، وخلق جو من التوتر بين المغرب وجيرانه، وتشويه صورة المؤسسة العسكرية المغربية ذات السمعة الإقليمية المتقدمة. إلا أن الواقع يثبت أن هذه المناورات أصبحت مكشوفة وممجوجة، ولا تنطلي على أي متابع موضوعي للشأن الإقليمي.

لم يعد الأمر يتعلق بمجرد دعاية مغرضة، بل بسقوط أخلاقي مدوٍّ لأبواق إعلامية فقدت كل معايير المهنية والمصداقية. إذ كيف يمكن تفسير نشر خبر عن “شهداء مغاربة” في قاعدة إسرائيلية مزعومة، دون أي إثبات، أو حتى محاولة للتحقق من مصادر محايدة؟ كيف يتم الزج بأسماء مغربية في أحداث لم يثبت وجودها، مع الإشارة إلى مستشفيات وأماكن دون أي صور أو دلائل؟ إنها فبركة متقنة ولكنها مكشوفة، وتفتقر إلى الحد الأدنى من الإقناع.
المغرب لا يرد على الأكاذيب.. بل يتقدم

على عكس ما تسعى إليه الجزائر من جرّ المغرب إلى مهاترات إعلامية واتهامات مجانية، تواصل الرباط نهجها الواضح القائم على تعزيز حضورها الاستراتيجي والدبلوماسي، دون الالتفات إلى حملات التشويش. فالمغرب، دولة ذات سيادة، يتعامل مع قضاياه وفق ما يخدم مصالحه العليا، دون أن يسمح لأي طرف خارجي بأن يملي عليه خياراته.

وفي الوقت الذي تنهمك فيه الجزائر في اختراع “وثائق” وتلفيق “قصص”، يواصل المغرب تعزيز اقتصاده، وتطوير قدراته الدفاعية، وترسيخ مكانته كفاعل إقليمي موثوق. وهذا بالتحديد ما يزعج صانعي الفتنة في شرق الحدود، ويدفعهم إلى التورط في فضائح إعلامية لا تزيدهم إلا عزلة ومهانة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى