
بحيرة مارشيكا.. من شاطئ عام إلى ضيعة خاصة؟ فوضى وتجاهل بيئي في قلب المشروع الملكي
هبة بريس – محمد زريوح
في تطور مثير للجدل، شهد شاطئ مارتشيكا بالناظور تحوّلًا مفاجئًا، حيث أصبح جزء من هذا الفضاء العمومي شبه مغلق أمام العموم، مع تصاعد الأنباء حول “كراء” غير معلن وتفاصيل لم تُكشف بعد. هذا التحول يثير العديد من التساؤلات حول تدبير هذا الفضاء وشرعية استغلاله من قبل أطراف قد تكون غير معروفة للجمهور، وهو ما يستدعي تسليط الضوء على هذا الغموض.
الجهة المسؤولة عن هذا التحول المشبوه لا تزال مجهولة. فهل المجلس البلدي هو من منح الضوء الأخضر لهذا التغيير المفاجئ في طبيعة استغلال الشاطئ؟ أم أن وكالة تهيئة موقع مارتشيكا اتخذت هذا القرار من جانبها ودون التنسيق مع باقي الأطراف المعنية؟ ورغم تنامي الاستياء الشعبي، فإن كلا من المجلس البلدي ووكالة مارتشيكا يلتزمان الصمت بشأن هذه المسألة.
حديث واسع الانتشار عن عمليات الكراء بمبالغ رمزية يزيد من غموض الموضوع، خاصة أن العملية تمت دون أي إعلان لطلبات عروض أو توضيحات للرأي العام المحلي. إضافة إلى ذلك، تزايدت الشكوك حول وجود محاباة لبعض الأطراف الخاصة، مما يعزز التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المساحات قد أصبحت “ملكًا خاصًا” بعيدًا عن الأنظار العامة.
تراكم الأزبال على الكورنيش أصبح ظاهرة واضحة تشوه جمال الشاطئ، حيث يعاني المكان من إهمال في النظافة. هذه الظاهرة تثير استياء الزوار والسكان المحليين على حد سواء، وسط غياب أي حلول ملموسة لتحسين الوضع. ومع تراكم الأوساخ والروائح الكريهة التي تنبعث منها، يصبح من الصعب تجاهل هذه الأزمة البيئية التي تهدد صحة المواطنين وجودة السياحة.
ورغم تصنيف الشاطئ كواحد من أفضل الشواطئ في المغرب، إلا أن وكالة مارتشيكا تبدو في حالة سبات عميق تجاه الوضع الراهن. فبدلاً من أن يكون هذا المشروع الملكي نموذجًا للتنمية السياحية المستدامة، أصبح يشهد تراجعًا في أدائه، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول فعالية خطط الإدارة وغياب أي حلول للتحديات التي تواجهها المنطقة.
المشروع الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للتنمية، أصبح مهددًا بالإفلاس نتيجة لهذه الأزمات المستمرة. فمع تصاعد النقمة على التسيير السلبي لهذا الفضاء الحيوي، يبدو أن مرفق مارتشيكا يفقد مكانته كأحد المشاريع الملكية الرائدة التي كانت تستهدف دعم الاقتصاد المحلي وجذب السياح.
من جهة أخرى، التسييج المتواصل للمساحات العامة في مارتشيكا يثير الكثير من الجدل. فبدلاً من أن يُفتح المجال للمواطنين والزوار للاستمتاع بهذا الفضاء الطبيعي، أصبحت المساحات المغلقة تزداد بشكل تدريجي، مما يعزز الانطباع بأن هذه المساحات قد أصبحت ملكًا خاصًا لبضعة أطراف، بعيدًا عن المصلحة العامة.
تجاذبات سياسية وإدارية تلوح في الأفق، فمع استمرار صمت المسؤولين وعدم وجود أي توضيحات رسمية، تتزايد الضغوط على السلطات المحلية والجهات المعنية. ويطالب الفاعلون المدنيون بفتح تحقيق عاجل وشفاف لتوضيح الملابسات المحيطة بهذا التحول، وتحديد المسؤوليات بوضوح.
في خضم هذه الأزمة، يُطالب المواطنون بمحاسبة المسؤولين عن هذه الوضعية الغامضة، لا سيما أن الشاطئ كان من المفترض أن يكون منتجعًا بيئيًا وسياحيًا مميزًا. ومع تصاعد الاستياء الشعبي، يبقى التساؤل الأبرز: هل ستتمكن الجهات المعنية من كشف حقيقة هذا التحول المفاجئ، وإعادة الشاطئ إلى ملكية عامة كما كان يجب أن يكون؟
ختامًا، مشروع مارتشيكا يبدو في طريقه إلى الانهيار، إذا استمر الوضع على هذا المنوال، ما يثير القلق حول كيفية إدارة مشاريع عمومية أخرى مستقبلاً.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X