
برشلونة.. زعيمة “بوكس” بطراسة تستغل الانتخابات لنشر الكراهية بصورة مهينة
سعيد الحارثي – مدريد
في خطوة وصفت بأنها استفزازية وعنصرية تدخل في إطار حملة دعائية انتخابية يمينية متطرفة، أثارت زعيمة حزب “بوكس” بطراسة، أليسيا طوماس (Alicia Tomas)، موجة غضب واسعة بعد انتشار صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت فيها أمام مسجد “الجمعية الإسلامية الأمة”، وهي ترتدي قميصا يحمل العبارة المهينة: “MOHAMMED NOT WELCOME” (محمد غير مرحب به).
الصورة اعتبرت من طرف العديد من النشطاء والمتابعين استغلالًا مقصودا للأجواء الانتخابية لتغذية خطاب الإسلاموفوبيا، واستمالة شريحة من الناخبين المعادين للمهاجرين والمسلمين، خاصة في ظل تنامي تأثير اليمين المتطرف في بعض مناطق كاتالونيا.
القميص لم يحمل فقط عبارة معادية، بل تضمن أيضًا رسمة مستفزة، ما اعتبره كثيرون “تحريضًا على الكراهية” و”دعوة صريحة للتمييز والعنصرية ضد المسلمين”، في تحد واضح لقيم التعايش التي تحرص عليها المجتمعات
ويرى مراقبون أن أليسيا طوماس تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إثارة الجدل وتحقيق مكاسب انتخابية على حساب مشاعر المسلمين، خصوصا الجالية المغربية التي تشكل نسبة مهمة من سكان “طراسة”
ورغم خطورة الخطوة، لم تسجل ردود فعل قوية من قبل الجمعيات الدينية أو الحقوقية المغربية، كما لم يتحرك المحامين المغاربة رغم الطابع القانوني الواضح للقضية. هذا الغياب اعتُبر دليلًا على هشاشة التأطير المدني للجالية المغربية، وعجزها عن فرض صوتها في المشهد العام.
ويرى متابعون أن هذا الصمت قد يشجّع على تكرار مثل هذه الممارسات في الحملات الانتخابية المقبلة، مما يهدد السلم الاجتماعي ويقوّض أسس التعايش في إقليم مثل كاتالونيا المعروف بتنوعه الثقافي
في المقابل، طالب فاعلون مدنيون وحقوقيون بضرورة تقديم شكاية قانونية ضد أليسيا طوماس بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية، مشددين على أن هذا الفعل يندرج ضمن الجرائم التي يعاقب عليها القانون الإسباني.
كما دعت أصوات من داخل الجالية إلى تنسيق موقف جماعي يضم المؤسسات الإسلامية والمغربية والحقوقية، للرد بقوة على أي محاولة لاستغلال الدين كوسيلة دعاية انتخابية مسمومة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X