بني ملال.. شقيقان في رحلة بحث يائسة عن كنز والدهما المفقود

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في قلب مدينة بني ملال، تنكشف قصة تراجيدية تحمل في طياتها أسرارًا غامضة وحلمًا ضائعًا، بطلُها شقيقان مغربيان، يعملان ويعيشان في إيطاليا، قاما على مدار سنوات بإرسال أموال ضخمة إلى والدهما في المغرب، بهدف ادخارها للعودة إلى وطنهما في يوم من الأيام، لكن تلك الأموال التي كانا يظنان أنها ستكون شفيعة لهما في أيامهما المقبلة، تحولت إلى لغز مأسوي بعد أن رحل الأب دون أن يترك وراءه سوى أسرار مدفونة في الأرض.

– البداية: حلم بعيد عن الواقع

بدأت القصة قبل سنوات، حين قرر الشقيقان المغتربان إرسال أموالهم شهريًا إلى والدهما في المغرب، ليساهمان في تحسين أوضاعه المعيشية وتوفير مبلغ كبير للعودة إلى الوطن، ومع مرور الوقت، بلغ المجموع العشرات من الملايين ، كانت تمثل جزءًا كبيرًا من حياتهما، ولكن، وعلى عكس ما كانا يتوقعان، اختار الأب طريقة غريبة لحفظ هذه الأموال. بدلاً من إيداعها في البنك أو في مكان آمن، قام بتخزينها في صناديق خشبية ودفنها في عدة أماكن داخل أرض المنزل وفي الحقول المجاورة.

– الصدمة الكبرى: الأب يرحل، والسر يموت معه

بعد وفاة الأب، عاد الشقيقان إلى المغرب، وكانا على يقين بأن الأموال التي أرسلاها طيلة تلك السنوات ستكون في انتظارهم، ليبدآ بداية جديدة معًا. لكن المفاجأة كانت قاسية؛ فالأم، التي كانت تجهل كل شيء عن مكان المال، أخبرتهما بأن الأب لم يكشف لأحد عن مكان “كنزه”. رحل الأب تاركًا وراءه لغزًا معقدًا، وترك ابنيه في حالة من الحيرة والدهشة، لا يعرفان ماذا يفعلان.

– البحث المستمر.. من الحفر في المنزل إلى التنقيب في حقل الزيتون

لم يكن أمام الشقيقين إلا خيار واحد وهو البحث، حين انطلقت رحلة يائسة للعثور على المبلغ المدفون،بدأ الشقيقان في حفر الأرض داخل المنزل، حتى أن أيديهما اكتسحت التراب في محاولة للوصول إلى الصناديق الخشبية، لم يتوقف الأمر هنا، فقد امتدت عمليات الحفر والتنقيب إلى بساتين الزيتون المجاورة، على أمل العثور على المال المفقود الذي طالما كان حلمًا مشتركًا بينهما.

لكن، ومع مرور الأيام، بدأت أحلامهما تتلاشى شيئًا فشيئًا، فقد كانت كل محاولاتهما تبوء بالفشل، وكل حفر لا يكشف عن شيء سوى مزيد من الأسئلة المعلقة، وتزداد الخيبة مع كل يوم يمر.

– الكنز المفقود: حلم ضائع وأمل يذبل

اليوم، وبعد أسابيع من البحث دون نتيجة، بات الشقيقان يواجهان الحقيقة المرة: لا المال، ولا السر، ولا حتى الأمل في العثور على “كنز العمر”، لم تعد الأموال هي ما يهم، بل أصبح اللغز ذاته أكبر من أي مبلغ يمكن أن يُسترد، وبينما يعكف الشقيقان على استيعاب الخيبة التي أصابتهما، تبقى القصة شاهدة على صراعٍ طويل بين الأمل والواقع، بين الحلم والحقيقة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى