توتر في مونتورنيس ديل بايي ضواحي برشلونة بعد مقتل شاب إفريقي برصاص الشرطة الإسبانية

عمر الرزيني- مكتب برشلونة

تعيش بلدة مونتورنيس ديل بايي، الواقعة بإقليم كتالونيا شمال شرق إسبانيا، حالة من التوتر الشديد منذ يوم الجمعة الماضي، بعد حادثة مقتل شاب من أصول إفريقية على يد الشرطة، في واقعة لا تزال تُثير الكثير من التساؤلات والغضب داخل المجتمع المحلي.

الشاب، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي يُعتقد أنه من دول إفريقيا جنوب الصحراء، دخل مركزًا للشرطة وهو يحمل سكينًا كبيرة الحجم، وفق ما أفادت به مصادر أمنية. وقد هاجم، بحسب الرواية الرسمية، أحد رجال الشرطة الموجودين داخل المركز، ما دفع عنصرًا أمنيًا آخر إلى إطلاق النار عليه بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتله في عين المكان.

ولم تصدر حتى الآن معلومات مفصلة عن خلفية الحادث أو عن الحالة النفسية أو الاجتماعية للشاب القتيل، في وقت فُتح فيه تحقيق رسمي تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ملابسات ما حدث، ولتقييم مدى استخدام القوة بشكل قانوني ومتناسب.

في ليلة السبت، خرج عدد من أصدقاء ومعارف الشاب في وقفة احتجاجية، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن.
اندلعت النيران في عدد من السيارات وحاويات القمامة، وتم تسجيل عمليات تخريب محدودة في الشوارع القريبة من مركز الشرطة، مما دفع السلطات إلى تعزيز التواجد الأمني في المنطقة لتفادي مزيد من التصعيد.

ورغم الهدوء النسبي الذي ساد يوم الأحد، لا تزال الأجواء مشحونة، خصوصًا في أوساط الشباب من أصول مهاجرة الذين يرون في الحادثة استمرارًا لنمط من العنف الأمني ضد الأقليات.

حتى الآن، لم تُصدر الشرطة أو حكومة كتالونيا بيانًا مفصلًا يوضح الملابسات الدقيقة للحادث، كما لم تُعلن عن عدد الموقوفين أو المصابين خلال الاحتجاجات. في المقابل، تطالب جمعيات حقوقية وهيئات مدنية بفتح تحقيق مستقل، وتدعو إلى تسجيل الفيديوهات الأمنية داخل المركز لكشف حقيقة ما جرى.

هذه الحادثة تُعيد إلى الواجهة النقاش الدائم في إسبانيا حول تعامل الشرطة مع الفئات الهشة والمهاجرين، خاصةً في أحياء تعرف كثافة سكانية من أصول أجنبية.
ويحذر مراقبون من أن أي تأخر في التواصل الرسمي أو غياب للشفافية قد يزيد من توتر الشارع، خصوصًا في ظل وجود مشاعر قديمة من التهميش وانعدام الثقة بين بعض المجتمعات المحلية ومؤسسات الدولة.

في انتظار نتائج التحقيق، تظل بلدة مونتورنيس ديل بايي تحت المجهر، وسط حالة من الترقب والتوتر.
وفيما تأمل السلطات في تهدئة الأوضاع، تبقى العدالة والوضوح عنصرين أساسيين لمنع تفجّر غضب جديد قد لا تقتصر تداعياته على البلدة وحدها



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى