
جرسيف.. ساكنة دوار لهَدَادْجَة تعيش في ظلام دامس وتطالب بحقها في الكهرباء
هبة بريس- جرسيف
لا تزال ساكنة دوار لهَدَادْجَة، القريب من منطقة فريطيسة بجماعة هوارة أولاد رحو بإقليم جرسيف، تعيش وضعاً صعباً نتيجة غياب الكهرباء، ما يجعل الحياة اليومية للأسر هناك محكومة بالظلام ومعاناة مستمرة مع أبسط متطلبات العيش الكريم ، فبين إنارة المنازل وتشغيل الأجهزة الأساسية وحفظ المواد الغذائية، تظل الساكنة محرومة من أبسط الحاجيات التي باتت متوفرة في أغلب القرى المجاورة.
ورغم النداءات المتكررة، فقد سبق للسكان أن تقدموا بعريضة جماعية إلى السلطات المحلية، ووجهوها كذلك إلى المنتخبين والبرلمانيين، لكن هذه المطالب لم تلقَ التجاوب المطلوب ، الأمر الذي زاد من شعور الساكنة بالتهميش، خاصة وأنهم يؤدون واجباتهم كمواطنين على غرار غيرهم، وينتظرون من الدولة ومؤسساتها توفير الخدمات الأساسية.
هذا الوضع يتناقض بشكل واضح مع التوجيهات الملكية السامية، حيث شدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في أحد خطاباته على أن: “التنمية يجب أن تشمل جميع المواطنين في مختلف ربوع المملكة، وأن تضمن العدالة المجالية وتحقيق الإنصاف الاجتماعي.” وهو ما يجعل استمرار حرمان دوار لهَدَادْجَة من الكهرباء أمراً يطرح علامات استفهام عديدة حول مدى التزام المسؤولين المحليين والمنتخبين بتنزيل هذه التوجيهات.
كما أن غياب الكهرباء يُفاقم مظاهر الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة، إذ يحرم الشباب من فرص الاستفادة من الأنشطة المدرسية أو المهنية التي تتطلب أبسط الوسائل الكهربائية، ويضع النساء أمام صعوبات مضاعفة في تسيير شؤون البيت، فضلاً عن حرمان الأطفال من ظروف دراسية ملائمة داخل منازلهم.
اليوم، وبعد سنوات من الانتظار والوعود غير المفعلة، توجه ساكنة دوار لهَدَادْجَة تساؤلاتهم إلى المنتخبين والبرلمانيين، ما سبب استمرار تهميش هذا الدوار؟، أين أنتم من تعهداتكم أمام الساكنة؟ وهل سيبقى هذا الملف عالقاً دون حل رغم وضوح المطالب وشرعيتها؟
إنها أسئلة مشروعة تنبع من واقع مرير، والجواب عنها يظل اختباراً حقيقياً لإرادة المسؤولين في تفعيل مضامين الخطابات الملكية وتجسيد العدالة المجالية على أرض الواقع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X