حادثة هروب المراهقين السبعة عبر قوارب الموت تثير غضب المعارضة ضد النظام الجزائري

هبة بريس

لم تمرّ حادثة وصول سبعة مراهقين جزائريين إلى السواحل الإسبانية على متن قارب مسروق مرور الكرام، بل فجّرت جدلاً واسعاً حول ظاهرة “الحرڤة” التي تحولت إلى عنوان بارز لانهيار النظام وتآكل مقومات الدولة. فقد صار البحر المتوسط المرآة العاكسة لبؤس شباب يائس، يبحث عن حياة كريمة خارج بلد حكمته عصابة عسكرية لم تترك فيه سوى الخراب.

وتحت وطأة هذه المأساة، ارتفعت أصوات سياسية وحقوقية تطالب بجلسة برلمانية علنية لمساءلة حكومة نظام العسكر حول تفشي الهجرة غير النظامية التي تضرب في العمق صورة الجزائر.

وكان في مقدمة هؤلاء النائب أحمد صادوق، الذي عبّر عن صدمته من صور مراهقين يركبون “قوارب الموت”، معتبراً أن المشهد لا يرمز إلا لفشل جماعي تتحمله المؤسسات الرسمية للدولة.

صادوق شدّد على أن هذا التراكم من الإهمال فجّر الإحباط وسط جيل كامل، ودفعه إلى البحث عن الخلاص في البحر.

ولم يتردد سياسيون آخرون في توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى النظام الجزائري. عثمان معزوز، زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، اعتبر أن فرار سبعة مراهقين على قارب مسروق ليس سوى دليل إضافي على الإفلاس الممنهج للنظام.

وأكد أن كل قارب ينطلق سراً هو استفتاء شعبي ضد الجنرالات، وأن كل غريق هو بمثابة حكم بالإدانة على سياسة العصابة. بالنسبة له، البحر لم يجذب هؤلاء الفتية، بل النظام هو الذي طردهم قسراً من بلدهم.

أما المحامي هشام ساسي فقد اعتبر أن إقدام مراهقين صغار على مغامرة انتحارية لا يُفهم إلا في ظل بيئة محبطة تغذيها خطابات اليأس.

ولم تعد “حادثة المراهقين السبعة” مجرد واقعة معزولة، بل تحولت إلى رمز صارخ لأزمة ثقة عميقة بين الشباب ونظامهم.

وتشير القوارب التي تحمل أبناء الجزائر نحو المجهول إلى أكبر استفتاء على سقوط شرعية الجنرالات، وأقوى إدانة لنظام شنقريحة الذي لا يجيد سوى تصدير الأزمات وقمع الآمال.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى