
حصريا.. تفاصيل صادمة حول واقعة الاعتداء الجنسي على قاصر بموسم مولاي عبد الله
مصباح أحمد – الجديدة
تفاعلا مع الخبر الذي تداولته على نطاق واسع مواقع التواصل الاجتماعي، علاقة بطفل قاصر تعرض للاعتداء الجنسي بالتناوب، في فضاء موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، المقام بتراب جماعة مولاي عبد الله، بإقليم الجديدة، خلال الفترة الممتدة من 08 غشت 2025، وإلى غاية 16 منه؛ هذا الخبر الصاعقة الذي زعزع مشاعر المغاربة أجمعين، الذين طالبوا بالقصاص، محملين المسؤولية لجهات مختلفة، تدخلت ودخلت لتوها على الخط القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، ممثلة في شخص الكولونيل، المسؤول الجهوي الأول، الذي عمد إلى تحريك الدعوى العمومية لفائدة الضحية، الطفل القاصر، تحت إشراف النيابة العامة المختصة لدى استئنافية الجديدة.
ما وضع حدا للإشاعات المسيئة، والتي تناسلت كالنار في الهشيم، في فضاءات العالم الافتراضي، وفي الشارع والأماكن العمومية والمغلقة.
هذا، فإن تحريك الدعوى العمومية من قبل القائد الجهوي، جاء بعد محاولة مصالح الجهوية، في أول خطوة اتخذتها، الوصول إلى أسرة الضحية، لحثها على التقدم الى مصالح الدرك المختصة بالجديدة، قصد رفع شكاية في الموضوع، وذلك بتعليمات من الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة؛ لكن هذه المحاولة ظل بدون جدوى، بعد أن لم يتحرك أحد من جهة القاصر. حيث انتقلت دورية محمولة من المركز القضائي لدى جهوية الجديدة، بحكم أن النازلة الإجرامية تدخل، وفق مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، في نطاق اختصاصها الترابي والأمني، لكون الجريمة ومسرحها، قد وقعا في فضاء موسم مولاي عبد الله، الذي يخضع لنفوذها الدركي، (حيث انتقلت) إلى مقر إقامة وسكنى الضحية بمدينة اليوسفية، بتراب جهة مراكش–آسفي. إذ استمعت الضابطة القضائية، طبقا وتطبيقا للتعليمات النيابية، وبحضور والدته، للضحية في ما يتعلق بواقعة الاعتداء الجنسي، مع حث أحد أفراد العائلة على مرافقته إلى جهوية الجديدة، لاستكمال إجراءات البحث القضائي، نظرا لكون والدته من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هذا، وبعد أن تم الاستماع الى الضحية في محضر قانوني، من طرف المحققين، الذين يحظون بالصفة الضبطية، صفة ضابط الشرطة القضائية الخاص بالأحداث، توصلوا إلى حقيقة أن الطفل القاصر يعيش حياة مهمشة، على إثر وفاة والده، وأن أمه من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث أصبح يتعاطى للصاق “السلسيون”. ما جعله يتعرف على بعض رفاق الإدمان والسوء، الذين قرروا، وكان عددهم 5 قاصرين، وليس 14، خلافا لما جرى تداوله على بعض المواق والصفحات الفيسبوكية، النزوح الى موسم مولاي عبد الله أمغار، وكراء خيمة في فضائه. حيث إنه في الليلة الرابعة من الموسم، وبعد جرعات من المادة اللاصقة، أتبعها بمشروب غازي، قدمه له من كان يجالسه، غاب تماما عن الوعي. ولحظة استيقاظه صباح اليوم الموالي، راودته شكوك في كونا قد تم الاعتداء عليه جنسيا، ليقرر لتوه مغادرة الموسم، والعودة من ثمة إلى مدينة اليوسفية، دون أن يشعر أيا من رفاقه. إذ أخبر والدته لوحدها بما تعرض له من اغتصاب.
وعلى إثر الحقائق التي توصلت إليها المصالح الدركية، جراء الابحاث والتحريات التي أجرتها، تم تحديد هوية المعتدي الرئيسي، والاهتداء إلى محل إقامته، بتراب اقليم سيدي بنور، وتحديدا بجماعة وقيادة أولاد عمران؛ حيث تم إيقافه، الاثنين الماضي، واقتياده الى المركز القضائي بجهوية درك الجديدة، حيث وضعته الضابطة القضائية تحت تدبير الحراسة النظرية، للبحث معه حول ظروف وملابسات النازلة الإجرامية. فيما تواصلت الأبحاث، ليتم لاحقا إلقاء القبض على شخصين آخرين ضالعين في جريمة الاعتداء الجنسي، ، جرى وضعهما تحت المراقبة القضائية؛ كما توصل المحققون لدى المصالح الدركية إلى تحديد هويتي الشخصين الآخرين المتورطين، واللذين يجري البحث في حقهما.
إلى ذلك، فقد تكفلت جهوية درك الجديدة بالضحية، الطفل القاصر، بأن وفرت له الإقامة والتطبيب والعناية الصحية، إلى حين إقفال ملف القضية، والانتهاء من إجراءاتها، بإحالة جميع الضالعين، على النيابة العامة المختصة.
وبالمناسبة، تجدر الاشارة إلى أن الإحصائيات والحصيلات أظهرت، حسب مصادر موثوقة، أن المصالح الدركية التابعة لجهوية الجديدة، قد أبانت، خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، عن مهنية واحترافية في التعامل مع 40 جالة اختفاء لقاصرين، وذلك تماشيا مع ما تنص عليه القوانين والتعليمات الواردة بشان حقوق الطفل. إذ تم العثور عليهم مهملين، مع إحالتهم على مختلف النقاط الأمنية للدرك بالموسم، والتي تكفلت بهم، إلى حين تسليمهم وتسلمهم براحة وطمأنينة من قبل ذويهم وأقاربهم.
كما أبان بالمناسبة مختلف المتدخلين، من سلطات دركية ومحلية، وقوات مساعدة، ووقاية مدنية، وأطر صحية وطبية لدى مستوصف بموسم عبد الله، وعمال الجماعة، عن احترافية ومهنية عالية خلال الموسم، كل من موقعه وموقع مسؤوليته؛ في حين سجل غياب للمجتمع المدني، بكل تخصصاته واختصاصاته ومجالات تدخله. فمثل هذه المناسبة تكون فرصة سانحة تحضر فيها بقوة الهيئات والفعاليات والفاعلين الجمعويين والحقوقيين، الذين منهم من يتلقون بسخاء الدعم المالي والمادي، والمؤازرة من الداخل والخارج، والذين تتعالى أصوات بعضهم في “مواقف”، لمهاجمة الدولة وفتح النار على مؤسساتها ومقدساتها وثوابتها ورموزها، من خلال الخرجات على مواقع التواصل الاجتماعي، والوقفات الاحتجاجية والمسيرات، وأمام الأضواء وعدسات الكاميرات، والبلاغات التي يصدرونها.. (يجب أن تكون فرصة سانحة) لتنظيم إشهارات أو توزيع منشورات توعوية، أو تشكيل تنظيم وتسيير حلقات فكرية، وورشات للتوعية والتحسيس في مختلف المجالات، الأسرية والدينية والحقوقية، أو ذات الصلة باحترام السلوكات المدنية، والحياة الاجتماعية، والممارسات اليومية، كثقافة احترام الطريق، والتحسيس بمخاطر آفة التعاطي للمخدرات.
هذا، فإن قضية هذا الطفل الذي تم اغتصابه، والذي يجسد البراءة في تجلياتها ومعانيها، وهذه الفضيحة الأخلاقية المدوية، من العيار الثقيل، والتي تعدى صداها حدود المغرب، تطرح بقوة وإلحاح تساؤلات حول الجهات المختصة، التي من المفترض والمفروض أن تكون حاضرة|، وتعمل على مواكبة الفئات العمرية والطفولية الهشة، سيما في ما يخص التعاطي ل”السموم” بشتى أنواعها، والإدمان على استهلاكها، وحول دور المؤسسات التربوية والأسرة، وعن المسؤوليات المدنية والتقصيرية، وحتى الجنائية للعائلة، وخاصة الوادين، عقب ملاحظة العشرات من الأطفال بدون مرافق في موسم مولاي عبد الله، أو ممارستهم مهنا وحرفا خارج إطار القانون، أو سفرهم بمفردهم؛ ما يعرضهم للضياع، والاعتداء من قبل “المرضى” (les pervers)، المتربصين بالبراءة والطفولة في عمر الزهور.
إلى ذلك، فلطالما ظل الحلم الوردي الذي راود بعضهم، أن يوصلوا إلى “العالمية” موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار. إذ تحقق فعلا واخيرا المبتغى، الذي تجسد بالواضح والملموس على أرض الواقع، في فعاليات هذه التظاهرة، في نسختها الاستثنائية الأخيرة، التي زارها، حسب مسؤول جماعي، ما يزيد عن 6 ملايين زائر، مضاهية بذلك عدد ساكنة العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، ومتخطية فترة تنظيمها الأسبوع، بمرتين فترة أداء مناسك حج بيت الله الحرام، والتي لا تتعدى عادة 5 أو 6 أيام. حيث إن هذه “العالمية” المنشودة، جاءت وتحققت بعد أن أصبح فضاء موسم مولاي عبد الله، ذي المرامي والغايات الروحية والروحانية والفكرية والثقافية، مرتعا شاسعا، بسماء وآفاق مفتوحة، للرذيلة والشعوذة، ولتجليات الجريمة والإجرام والانحراف، ولترويج المخدرات والسموم والمحظورات، من خلال توفير مسارح لارتكابها، يحظر على المتدخلين من السلطات الأمنية والمحلية، الولوج إلى داخلها، إلا في حالات التلبس، والتبليغ عن جريمة.
ولعل الفضيحة الأخلاقية المزلزلة للاغتصاب الجماعي للطفل القاصر، التي هزت واهتز مؤخرا على وقعها موسم مولاي عبد الله، كانت النقطة الزائدة التي أفاضت الكأس، والتي يعود “الفضل” إليها، دون منازع، في الارتقاء بهذه التظاهرة، وإيصالها إلى “العالمية”!
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X