شركة هولندية تدخل على خط أزمة مارشيكا.. 80 مليار سنتيم بين شراكة مشبوهة وشكوك الفساد

هبة بريس – محمد زريوح

رغم تغيير الإدارة وتولي مديرة جديدة، يبدو أن وكالة مارشيكا تسير على نفس الخطى التي سلكتها في عهد سعيد زارو، الذي صرف خلال ولايته ما يقارب 2600 مليار سنتيم دون أن تظهر نتائج ملموسة تبرر هذه الأموال الطائلة.

في الأيام الأخيرة، أعلنت الوكالة عن شراكة مع شركة هولندية للاستثمار في بناء فيلات وفندق أربع نجوم، بمبلغ وصل إلى 80 مليار سنتيم، وفقًا لما صرحت به الوكالة. اللافت في الأمر أن أحد شركاء هذه الشركة ينحدر من منطقة الريف، وله دور بارز في استقطاب هذه الشركة الهولندية للاستثمار في المنطقة.

هذا الإعلان أثار تساؤلات عديدة بين الفعاليات الناظورية، خاصة بشأن تكلفة بناء الفندق التي تبدو مرتفعة بشكل غير مبرر، مقارنةً بفنادق عالمية تم إنشاؤها بتكاليف تتراوح بين 5 و10 مليارات سنتيم، ما يفتح الباب واسعًا للشكوك حول شفافية صرف الأموال.

كما أن تكاليف بناء الفيلات، التي عادة لا تتجاوز 100 مليون سنتيم للفيلا الواحدة، تثير علامات استفهام كبيرة، خصوصًا مع إعلان الوكالة عن تخصيص مبلغ 80 مليار سنتيم فقط لإنجاز المشروع بأكمله، مما يطرح السؤال حول مصير الأموال الأخرى المخصصة للوكالة.

موقع المشروع كان مجهزًا بالفعل، إذ يشمل طرقًا معبدة وأرضًا مؤهلة، بالإضافة إلى بنية تحتية من إنارة وواد حار تم إصلاحهما بمليارات السنتيم خلال فترة زارو، ما يزيد من الشكوك حول إمكانية تضخيم تكلفة المشروع أو استغلال جزء من التمويل في أمور أخرى.

هذا كله يدفع إلى التساؤل عن مصير الأموال التي صُرفت على مدى سنوات في وكالة مارشيكا، وهل ستنجح الإدارة الجديدة في كسر دائرة الهدر والزبونية التي لازمت الوكالة أم ستظل مجرد نسخة من الماضي؟

من جانب آخر، يثار تساؤل حول مدى شفافية صفقة الشراكة مع الشركة الهولندية، وهل تم فتح باب المناقصات أمام جميع الشركات المؤهلة، أم أن الاتفاق تم بصورة سرية بعيدًا عن الأعين، وسط شبهات المحسوبية والصفقات المشبوهة.

يُذكر أن الفرقة الوطنية فتحت تحقيقات حول اختلاسات في عهد سعيد زارو، خصوصًا علاقته مع شركة هندسة بلجيكية تلقت مبالغ مالية ضخمة لقاء تصاميم يصفها البعض بأنها مبالغ فيها بشكل غير مبرر.

في النهاية، يبقى السؤال الملح: هل ستتمكن إدارة وكالة مارشيكا الجديدة من تحقيق قفزة نوعية في التنمية الحقيقية بمنطقة الريف، أم أنها ستظل محكومة بأطماع وتيارات الفساد التي أضعفت المشروع طيلة السنوات الماضية؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى