
صراعات داخلية تهز البريد بنك.. زغنون في موقع المتفرج ومدراء مركزيون يتحكمون في مفاصل القرار
جمال الوردي – هبة بريس
تشهد مؤسسة البريد بنك في الآونة الأخيرة توتراً داخلياً غير مسبوق بسبب صراع متصاعد بين عدد من المدراء المركزيين والمدير العام عبد اللطيف زغنون.
مصادر من داخل المؤسسة كشفت عن وجود مراكز قرار موازية تتحكم في مفاصل حساسة من التسيير اليومي، خاصة في ما يتعلق بالتوظيف والتنقيلات وتدبير المشاريع، دون الرجوع إلى المدير العام أو أحياناً بتنسيق مباشر معه، في ما يشبه اصطفافاً صامتاً يثير الكثير من علامات الاستفهام.
موظفون داخل البريد بنك يتحدثون عن حالة من الارتباك العام بسبب صدور قرارات متضاربة من جهات مختلفة داخل المؤسسة، مما خلق انقسامات واضحة في صفوف الإدارة وأثر سلباً على وتيرة العمل وتماسك الفريق الداخلي.
ويعتبر بعض المتابعين أن عبد اللطيف زغنون، عوض أن يفرض سلطته وصلاحياته كمدير عام، اختار نهج الحياد أو التماهي مع بعض مراكز النفوذ، ما عمّق الأزمة الداخلية وفتح المجال أمام تصفية حسابات شخصية داخل دواليب الإدارة.
هذه الأجواء المتوترة أفرزت سلسلة من الاختلالات، أبرزها تعثر عدد من المشاريع الاستراتيجية التي كان من المفترض أن تعزز موقع البريد بنك في المشهد البنكي الوطني، وعلى رأسها مشاريع الرقمنة وتطوير الخدمات البنكية عن بعد.
كما تم تسجيل تأخر في إنجاز بعض الورش الكبرى، وسط اتهامات بتغييب الكفاءة في التعيينات الأخيرة، مقابل الاعتماد على مبدأ الولاء والتقرب من بعض المسؤولين المركزيين.
في ظل هذا الوضع، يشعر العديد من أطر وموظفي المؤسسة بحالة من الإحباط وفقدان الثقة في القيادة الحالية، خاصة بعد تراجع الدور الحيوي للبريد بنك كمؤسسة ذات طابع اجتماعي.
الصراع الداخلي لا يهدد فقط استقرار التسيير، بل يُضعف أيضاً صورة البنك أمام الرأي العام ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الحكامة داخل واحدة من أهم المؤسسات البنكية العمومية في المغرب.
ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل يتحرك عبد اللطيف زغنون لإنهاء حالة التسيب الإداري وفرض الانضباط المؤسساتي؟ أم أن البريد بنك سيواصل الانحدار تحت وطأة الصراعات الداخلية والمصالح المتضاربة؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X