صورة صلاة العيد في مخيمات تندوف تثير سخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي

هبة بريس – محمد زريوح

أثارت صورة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة بعدما وثّقت لحظة رمزية خلال أداء صلاة العيد في أحد مخيمات تندوف.

الصورة، التي نشرها الصحفي المغربي محمد واموسي، أظهرت زعيم جبهة البوليساريو داخل خيمة يؤدي الصلاة محاطًا بما يُسمى “الوزراء”. لحظة وصفت بأنها تجسد واقعًا مريرًا يعكس الوضع المتدهور للجبهة وقيادتها.

و تم التقاط الصورة خلال صلاة العيد في المخيم، حيث ظهر زعيم الجبهة الانفصالية في “مقره الرسمي” وهو يؤدي الصلاة. أما حوله، فقد كان عدد من الأشخاص الذين يُطلق عليهم داخل المخيم صفة “الوزراء”، مما أضاف بعدًا آخر للصور التي تُظهر غياب الجدية في قيادة الجبهة.

في تعليق ساخر على الصورة، أضاف الصحفي واموسي أن الصورة تجسد واقعًا هزليًا. حيث وصف وزير الأراضي المحتلة والجاليات بلقب “الوزير أعوج الفم”، بسبب مشكلة يعاني منها في فمه، واصفًا إياه بأنه انفصل عن وجهه قبل الصحراء. وهذا التصريح الساخر أثار الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تناول واموسي في تعليقاته وزير الطاقة في الصورة، حيث وصفه بالمنهمك في “أعمال التنقيب الذاتي عن المعادن” داخل أنفه، في إشارة إلى عدم جدوى منصبه وغياب أي تأثير حقيقي له. وبهذا التعليق، سلط الضوء على الفراغ الذي يعيشه هؤلاء المسؤولون في المخيمات.

وواصل واموسي سرده الساخر متسائلًا: “إذا كانت هذه هي النخبة، فكيف سيكون حال الهامش؟” معبرًا عن استغرابه من قدرة هؤلاء المسؤولين على قيادة مشروع انفصالي. سخر من قدرة هؤلاء على تأسيس دولة في مدن مثل العيون أو الداخلة، حيث لا يمكن لهذه القيادة الهزلية أن تكون قادرة على إدارة أي مشروع سياسي حقيقي.

في نفس السياق، يواصل المغرب ترسيخ سيادته على صحرائه من خلال تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة، تمتد من العيون إلى الداخلة. هذه المشاريع تساهم في تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة وتعكس التفوق الواضح لسلطة المغرب على الأراضي الصحراوية، في وقت تعاني فيه جبهة البوليساريو من العجز والإفلاس السياسي.

بينما يسعى المغرب لتعزيز سيادته من خلال المشاريع الاقتصادية والتنموية، تواصل الجزائر دعم مشروع البوليساريو عن طريق توفير الأموال والسلاح والدعاية. هذا الدعم، رغم أنه يعطي حياة للمشروع الانفصالي، إلا أنه في الحقيقة لا يفعل سوى تغذيته بالأوهام السياسية التي لا أساس لها.

تدفع الجزائر ثمن استمرار دعم هذا المشروع الفاشل من خلال إنفاق أموال طائلة على قضية باتت تفتقد لأدنى مقومات النجاح. في المقابل، يواصل المغرب بناء استراتيجيات التنمية والنمو الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية، وهو ما يجعل من مشروع الانفصال أمرًا غير قابل للتحقيق.

يبدو أن الوضع في الجزائر، تحت قيادة الجنرال “شنقريحة”، هو أحد العوامل التي تؤجج هذا الصراع المستمر. الجنرال الذي لا يزال يحمل ثأرًا شخصيًا من أحداث حرب الستينيات، يعمد إلى تصعيد الأوضاع السياسية من خلال استغلال قضية الصحراء الغربية لتحقيق أهداف ضيقة، ولكن هذا لا يخدم إلا استمرار الاحتقان في المنطقة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى