
في قمة معزولة.. البوليساريو تلجأ إلى دول إفريقية هامشية للتغطية على صفعة زوما
هبة بريس
في محاولة يائسة للخروج من مستنقع العزلة الدبلوماسية، لجأت جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى قمة “حركات التحرير” التي انعقدت بجوهانسبورغ بين 26 و28 يوليوز 2025، لتضخيم مشروعها البائد، مدعية حصولها على “دعم واسع” من دول مشاركة، رغم أن الواقع يفند هذه الادعاءات ويكشف محدودية الحضور والتأثير.
ترويج صور دعائية
وحرص الإعلام الجزائري الرسمي، كعادته، على تهويل الحدث وترويج صور دعائية وخطابات جوفاء، زاعماً أن المشاركين دعموا ما يسمونه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، في حين أن الوفود الحاضرة اقتصرت على حركات ومنظمات عتيقة تعود جذورها إلى زمن الحرب الباردة، إلى جانب دول تقليدية في صف الانفصال كزيمبابوي والموزمبيق وناميبيا، وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا، الذي يعيش أسوأ مراحله السياسية.
الخرجة الإعلامية الباهتة للجبهة الانفصالية تزامنت مع الصفعة القوية التي تلقتها من جاكوب زوما، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، خلال زيارته الأخيرة للمغرب، والتي أعلن فيها دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبراً إياها الحل الواقعي والأنسب لقضية الصحراء. وهو ما شكل صدمة مدوية لقيادة البوليساريو، خاصة أن زوما كان محسوباً سابقاً ضمن داعمي أطروحتها.
وفي محاولة بائسة لتغطية هذه الانتكاسة، خرج محمد يسلم بيسط، الذي يقدم نفسه كـ”وزير خارجية” الجبهة، بتصريحات محشوة بالمبالغات حول لقاءات مزعومة عقدها مع وفود من زمبابوي وناميبيا والموزمبيق، مدعياً أنها تعكس “دعماً ثابتاً”، في مسعى يائس لتضخيم أهمية المشاركة في قمة فقدت بريقها في إفريقيا.
خيبة أمل في جبهة البوليساريو
ولإبعاد الأنظار عن التحول اللافت في موقف زوما وحزبه الجديد “رمح الأمة”، حاولت قيادة البوليساريو التشبث بتصريح يتيم صادر عن الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، فيكيلي مبالولا، الذي كرر نفس الأسطوانة الانفصالية، حيث اشتغلت الجبهة ذلك التصريح لتلميع صورتها والتغطية على فشلها في الحصول على تأييد كبير في الدول الإفريقية لأطروحتها.
تصرفات البوليساريو في قمة جوهانسبورغ لم تكن سوى هروب إلى الأمام، هدفه تحفيز أتباعها وامتصاص خيبة الأمل التي خلفتها زيارة زوما للرباط، والتي قلبت الموازين وكشفت عن تغير حقيقي في مواقف جنوب إفريقيا، بما ينسجم مع الدينامية الدولية المتنامية الداعمة لخيار الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وجدي للنزاع المفتعل.
ويبدو أن الجبهة الانفصالية، ومن ورائها النظام الجزائري، تعيش قلقاً مضاعفاً من عودة محتملة لجاكوب زوما إلى صدارة المشهد السياسي، خاصة بعد تصدر حزبه “رمح الأمة” للمعارضة في انتخابات 2024، مما يعزز احتمال تأثيره مستقبلاً في تغيير الموقف الرسمي لجنوب إفريقيا بشكل أكثر وضوحاً لصالح الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X