قراءة تحليلية للأهداف والتحديات لإصلاح الانتخابات التشريعية

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في خطوة جديدة نحو تعزيز الديمقراطية وتحقيق انتخابات نزيهة، يستأنف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مشاوراته مع المكاتب السياسية للأحزاب التسعة الممثلة في البرلمان عبر تقديم سلسلة من التوجيهات التي تشمل سبعة أهداف رئيسية.

هذه التوجيهات، التي تنطوي على تغييرات مهمة في النظام الانتخابي، تركز على تحديث اللوائح الانتخابية، ضمان نزاهة الانتخابات، تعزيز المشاركة السياسية، وتطوير المشهد السياسي المغربي بشكل عام، ولكن، ورغم الطموحات الواضحة لهذه التوجيهات، فإن تنفيذها يواجه تحديات عديدة، يتطلب نجاحها التنسيق الكامل بين مختلف القوى السياسية.

1. تحيين اللوائح الانتخابية: ضرورة التحديث مع ضمان الشفافية

التحديث المستمر لللوائح الانتخابية يعد حجر الزاوية لضمان تمثيل دقيق للسكان في الانتخابات، هذه العملية تتطلب الدقة والشفافية، وأي تلاعب قد يؤدي إلى تغيير المعادلات الانتخابية لصالح فئة معينة، لذلك، ينبغي أن يتم هذا التحديث تحت إشراف هيئات مستقلة لضمان نزاهة العملية.

2. محاربة التجاوزات الانتخابية: إجراءات صارمة لتنفيذ القوانين

رغم أن التجاوزات في الانتخابات المغربية ليست ظاهرة جديدة، فإن مكافحة الفساد والتلاعب في العملية الانتخابية تظل من الأولويات، ولكن لتحقيق ذلك، يجب على السلطات تعزيز آليات الرقابة والمراقبة المستقلة، وتطبيق عقوبات صارمة ضد المخالفين لضمان نزاهة الانتخابات.

3. تحفيز المشاركة السياسية: تشجيع الشباب والنساء على المشاركة

تواجه الانتخابات المغربية تراجعًا في نسبة المشاركة، خاصة بين الشباب والنساء. لذلك، يتطلب تعزيز المشاركة السياسية تبني استراتيجيات فعالة تشمل حملات توعية مستمرة، وتوفير بيئة داعمة للشباب والنساء للانخراط في العمل السياسي، ولضمان فعالية هذه السياسات، يجب تفعيل حوافز حقيقية تساهم في تشجيع الفئات المختلفة على المشاركة.

4. عقلنة المشهد السياسي: تعزيز الشفافية في التمويل الحزبي

إصلاح مشهد التمويل العمومي للأحزاب السياسية أمر بالغ الأهمية، وفي هذا السياق، من الضروري وضع قوانين تنظم التمويل بشكل شفاف يعزز من توازن الفرص بين الأحزاب الكبرى والصغرى، هذه الخطوة تحتاج إلى مراقبة دقيقة لضمان ألا تُستخدم الأموال كأداة للهيمنة السياسية على حساب الديمقراطية.

5. تعزيز تمثيل النساء والشباب: ضرورة التمكين الفعلي

على الرغم من أن التوجيهات تدعو لزيادة تمثيل النساء والشباب في الحياة السياسية، إلا أن مجرد تعيينهم في المناصب لا يكفي إذا لم تتوفر لهم فرصة التأثير الفعلي في صنع القرار، هنا تكمن ضرورة توفير برامج تدريبية، وفرص حقيقية للتمكين السياسي.

6. الإعلام والتواصل: ضرورة استثمار الوسائل الحديثة

تطوير الإعلام العمومي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعّال هو أحد الأهداف التي تسعى لها التوجيهات لكن من الضروري أن يتم هذا التحول مع ضمان أن تظل وسائل الإعلام أدواتٍ ذات مصداقية، وتُستخدم لتعزيز الشفافية بدلاً من أن تتحول إلى أدوات للضغط أو التضليل.

7. التنظيم اللوجيستي للانتخابات: ضرورة التخطيط والتنسيق

تنظيم الانتخابات بنجاح يتطلب خطة لوجيستية محكمة، تشمل تحديد مواعيد الانتخابات، وتحسين الوصول السلس إلى مراكز الاقتراع، إضافة إلى ذلك، فإن توفير الشفافية في إدارة هذه العمليات، من خلال إشراك فرق مستقلة للتنسيق والمتابعة ” مراقبون” مؤهلون ومستقلون ، هو أمر بالغ الأهمية لضمان عدم حدوث أي خلل يعكر صفو العملية الانتخابية.

– التحديات التي تواجه الإصلاحات الانتخابية

في حين أن هذه التوجيهات تشكل خطة إصلاحية شاملة للنظام السياسي المغربي، فإن تنفيذها يواجه عدة تحديات رئيسية، أبرزها هو غياب الثقة بين الأحزاب السياسية، التي قد تؤثر على التعاون لتحقيق هذه الإصلاحات.

إضافة إلى ذلك، يبقى التمويل السياسي أحد أكبر العوائق التي قد تعيق تنفيذ التعديلات المطلوبة، وأخيرًا، تظل الشفافية في عملية التنفيذ وتطبيق القوانين هي المسألة الأكثر إلحاحًا التي ستحدد نجاح هذه الإصلاحات.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى