مؤسسة “الحموتي” ترد على مؤامرات النظام الجزائري: “الريف لا يُباع على موائد المرتزقة”

هبة بريس

أعربت مؤسسة محمد الخضير الحموتي، المعروفة بـ”المجاهد الإفريقي” لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا، عن استنكارها الشديد واستيائها البالغ مما وصفته بـ”اللقاءات المشبوهة” التي تُعقد في الخفاء داخل الأراضي الجزائرية، والتي تُعيد إلى الواجهة مشاريع انفصالية متجاوزة تاريخيًا، تُموّل بسخاء من أموال النفط والغاز، وتُستغل فيها موارد “سوناطراك” لشراء ذمم مأجورة لفظها التاريخ قبل أن ترفضها الجغرافيا.

المتاجرين باسم الريف

وفي بلاغ رسمي لها، عبّرت المؤسسة عن أسفها من تورط من وصفتهم بـ”المتاجرين باسم الريف” في مشاريع لا تمت بصلة لتاريخ المنطقة ورجالاتها، داعية هؤلاء إلى مراجعة مسيرة المجاهد محمد الخضير الحموتي، الذي وهب عمره لتحرير الجزائر وشمال إفريقيا، ونجا من الإعدام الإسباني، قبل أن يُغدر به على يد من كانوا يفترض فيهم الوفاء، وهو الذي لم يحمل في يده سوى حلم بمغرب موحّد ومستقل من السعيدية إلى الكويرة.

وأكدت المؤسسة أن ما يُطلق عليه “جمهورية الريف” لم يكن قط مشروعًا انفصاليًا، بل كان نتاج مقاومة وطنية حررت الأرض من الاحتلالين الفرنسي والإسباني، بقيادة زعماء التحرر الوطني أمثال محمد بن عبد الكريم الخطابي ومحمد أمزيان، الذين لم يدعُ أيٌّ منهم يوماً إلى انفصال الريف، بل ضحّوا من أجل وحدة المغرب واستقلاله.

واعتبرت المؤسسة أن هذا “الخطاب الانفصالي” ليس سوى وهم تحمله فئة هامشية أعماها بريق المال وتستقوي بدول لم تُعرف يومًا بدعم حركات تحرر حقيقية.

مشوشون في مقاهي باريس وأقبية الجزائر

كما شددت المؤسسة على أن الاستناد إلى القرار الأممي رقم 1514 في هذا السياق ينمّ عن جهل بالتاريخ، لأن القرار يخص الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي، لا الأوطان التي تحررت بدماء أبنائها منذ سنة 1956، مؤكدة أن الريف جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية، ضمن حدود تحظى باعتراف دولي واسع، وأن كل محاولات اختلاق حديث عن “تصفية استعمار” لا وجود لها إلا في عقول مستأجرة لخدمة أجندات خارجية.

وفي ردها على مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الريف، ذكّرت المؤسسة بأن الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم كانت إسبانيا الاستعمارية، وليس الدولة المغربية، التي تسعى اليوم، رغم جراح الماضي، إلى طيّ الصفحة بإرادة جادة في الإنصاف والمصالحة، تحت رقابة مؤسساتها الوطنية، وليس تحت ضغط أجنبي أو ابتزاز حقوقي مشبوه.

واعتبرت المؤسسة أن من يدّعون تمثيل الريف من مقاهي باريس وأقبية الجزائر، لا يمثلون إلا أنفسهم، وهم مجرّد أدوات لا تملك غير الضجيج والتشويش، في مقابل ريفيين حقيقيين بنوا ضفة المتوسط بعرقهم وكدّهم، لا ببيع القضايا على منصّات مأجورة.

وحذّرت المؤسسة من أن المسّ بوحدة التراب المغربي مسألة غير قابلة للنقاش أو المساومة، مؤكدة أن المغرب دولة عريقة تعرف كيف تستجيب للاحتجاجات المشروعة داخل مؤسساتها، لكنها في المقابل، لا تسمح بتحويل أي حراك إلى ورقة بيد خصومها، أو أجندة تموّلها أنظمة تبحث عن نفوذ مزيّف على حساب استقرار المنطقة.

خيانة الأبطال الذين حملوا البندقية في وجه المحتل

وحمّلت المؤسسة النظام الجزائري مسؤولية تمويل محاولات التشويش على وحدة المغرب، مشيرة إلى أن الجزائر لم تدعم يوماً مقاومة حقيقية، بل كانت دائمًا مأوى للمتخاذلين، ومقصلةً لكل من قاوم الاستعمار بصدق، فلا عجب أن تفتح أحضانها اليوم لحملة مشاريع الانفصال المعلبة في صفقات الغاز.

وفي ختام بيانها، وجّهت مؤسسة محمد الخضير الحموتي تحذيرًا شديد اللهجة لكل من يسعى لاستغلال قضية الريف، مؤكدة أن هذه المنطقة كانت وستبقى وفية لوحدة الوطن وهويته، عصيّة على التحريف، وشامخة بقيم المقاومة التي رسّخها الأبطال من أمثال الحموتي وأمزيان والخطابي، أولئك الذين حملوا البندقية في وجه المحتل، وكتبوا تاريخ المغرب بدمائهم لا بالاستجداء في دهاليز السياسة الأوروبية.

وختمت المؤسسة بالقول إنّ كل مشروع انفصالي يُعدّ اليوم في الخفاء، لا مصير له سوى الفشل، وسيُدفن كما دُفنت مشاريع سابقة، لأن الريف ليس سلعة تُباع، ولا قضية تُساوَم، بل جزء لا يتجزأ من وطن واحد، من السعيدية إلى الكويرة، عصيّ على الانكسار.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى