متى تتحرك الضمائر الحية لنقل جثمان الشاب الذي ظهرت جتثه في شاطئ سبتة؟

هبة بريس _ يسير الإيحيائي

عبارة مفعمة بالحزن والأسى تلك التي رددها أخ ضحية الشاب المنحدر من تراب إقليم الجديدة عندما سألناه في “هبة بريس” عن سبب عودته من الحدود المغربية الإسبانية خالي الوفاض ودون إصطحاب جثة اخيه لتدفن في مسقط الرأس كما هو معمول به.

وتعود تفاصيل هذه الواقعة الأليمة إلى بداية الأسبوع الجاري عندما عثر أشخاص على جثة تقادفتها الأمواج ورمت بها في شاطئ “بينزو” ليتبين بعد ذلك أنها تعود لشاب مغربي في عقده الثاني هلك خلال محاولة فاشلة لعبور البحر الأبيض المتوسط إنطلاقا من السواحل الحدودية الشمالية للمملكة.

وغصت مواقع التواصل الإجتماعي منذ اليوم الأول بمقاطع مأسوية تظهر جثة الهالك تتلاطمها الأمواج بين الصخور مما زاد من آلام العائلة ومعاناتها النفسية، فليضع كلنا يده على قلبه كيفما كان مركزه وموقعه في المسؤولية كي يحس ولو قليلا بما ينتاب الآخرين من شعور مأسوي حتى يتشكل لديهم ما يسمى بالحس الإنساني والقدرة على الشعور والتعاطف.

إن ملف الهالك “زكرياء الجبيلي” الذي ما زال جثمانه إلى حدود كتابة هذه الأسطر تحت وصاية السلطات الإسبانية، يستوجب تدخلا عاجلا من طرف الجهات المعنية المغربية سيما بعد المحاولات الفاشلة التي خاضتها العائلة قصد نقل الجثمان إلى أرض الوطن وإكرامه بالدفن، فلا يعقل أن تنقل جثامين وافتها المنية في دول أوروبية بعيدة بآلاف الكلومترات وتترك أخرى مرمية على الحدود ولا يفصلها مع الوطن سوى بضع أمتار وفي وقت ترصد فيه ملايين الدراهم للمهرجانات ومنصات الموسيقى على طول الشريط الساحلي لشمال المملكة.

فهل تتحرك الضمائر من جديد وعلى رأسها ضمير عامل إقليم المضيق _ الفنيدق الذي عودنا على الحسم دائما بالإيجاب في مثل هذه الملفات؟؟.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى