
هل يكون مستشار ترامب هو طوق النجاة الأخير لبوعلام صلصال؟
هبة بريس- يوسف أقضاض
يتدهور الوضع الصحي للكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صلصال بشكل مقلق داخل أحد السجون العسكرية الجزائرية، بعد الحكم عليه بخمس سنوات سجناً نافذة، في واحدة من أبشع صور الانتقام السياسي التي يمارسها نظام الكابرانات ضد حرية الفكر والتعبير.
يأتي هذا في وقت حساس يتزامن مع زيارة مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، اليوم الأحد إلى الجزائر، ما يطرح تساؤلات حارقة حول ما إذا كان هذا المسؤول الأمريكي سيتدخل لممارسة ضغط سياسي مباشر على النظام الجزائري لإنقاذ حياة صلصال، الذي تُرك ليواجه الموت وحيداً خلف القضبان، لا لشيء سوى لأنه رفض الانصياع للصوت الواحد، وكتب ما لا يريد النظام سماعه.
لقد تحولت قضية بوعلام صلصال إلى فضيحة إنسانية وحقوقية مدوية، تسيء لصورة الجزائر أمام العالم، وتكشف وجهها الحقيقي في التعامل مع حرية التعبير: قمع، محاكمات صورية، وأحكام قاسية ضد المفكرين والكتاب.
هذا الكاتب، الذي يُشهد له بجرأته الفكرية ومواقفه النبيلة، يُعاقب اليوم فقط لأنه صدّق أن بإمكان الجزائر أن تكون وطناً للجميع، لا زنزانة للفكر المختلف.
ورغم مناشدات المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية، لا يزال صمت السلطات الجزائرية خنجراً مغروساً في ضمير الإنسانية، فيما يقف العالم متفرجاً على رجل يُساق نحو الموت البطيء، محرومًا من الدواء، ومن حقه الطبيعي في العلاج والعدالة.
لقد آن الأوان لأن تتحمل الجهات الدولية، وخصوصًا الولايات المتحدة، مسؤوليتها الأخلاقية. فزيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر فرصة حقيقية لا يجب أن تُهدر.
ويرى مراقبون أن تدخل شخصيات دولية مثل مسعد بولس، إلى جانب ضغط الهيئات الحقوقية والإعلامية العالمية، قد يُعيد الزخم لقضية صلصال، ويضع النظام الجزائري أمام اختبار جديد بشأن التزامه بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
لكن يبقى السؤال المؤلم معلقاً: هل ستستمر المنظمات والهيئات والدول في التفرج حتى يموت صلصال داخل السجن العسكري الجزائري؟
الكرة اليوم في ملعب مسعد بولس: هل سيتحول إلى صوت للعدالة وحرية التعبير، أم سيكون شاهدًا إضافيًا على مأساة صلصال؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X