12 صحراويًا يُعدمون ميدانيًا في تندوف بأوامر من الجيش الجزائري

سعيد الحارثي – مدريد

اتهمت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (ASADEDH) كلًا من الجيش الجزائري وجبهة البوليساريو بارتكاب انتهاكات ممنهجة وخطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر، والتي تُعد من بين أكثر المناطق غموضًا وتقييدًا في شمال إفريقيا.

في بيان صادر من العاصمة الإكوادورية كيتو، عبّرت الجمعية عن قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في هذه المخيمات، مشيرة إلى توثيقها لحالات “إعدام ميداني” طالت ما لا يقل عن اثني عشر صحراويًا أعزل، على يد قوات الجيش الجزائري، في غياب تام لأي محاسبة أو رقابة دولية.

وأكدت الجمعية أن المخيمات أصبحت مرتعًا لأنشطة مشبوهة، من بينها شبكات التهريب وتجارة المخدرات، يُشتبه في إدارة العديد منها من طرف عناصر محسوبة على جبهة البوليساريو. كما نبهت إلى الانتشار المقلق للجماعات الإرهابية في المنطقة، مستغلة هشاشة الأوضاع في المخيمات لتجنيد شباب صحراوي، خاصة من الفئات المهمشة واليائسة.

وجاء في البيان: “رصدنا احتجاز واختطاف مئات الفتيات والشبان، في ظل أجواء من الرعب والتعتيم. كما أن الصواريخ الموجهة نحو أهداف مدنية ساهمت في خلق حالة من الذعر بين السكان، ما يؤشر على توجه نحو عسكرة كاملة للمخيمات”.

وفي سياق متصل، نددت الجمعية بـالنهب الممنهج للمساعدات الإنسانية، التي تُحوَّل عن مسارها الطبيعي لصالح قيادات البوليساريو، مطالبة الأمم المتحدة بإجراء إحصاء رسمي للسكان القاطنين داخل المخيمات، من أجل ضمان إيصال الدعم الدولي إلى مستحقيه الفعليين، وليس إلى “جهات تستغل الملف الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية”.

كما طالبت الجمعية الصحراوية المجتمع الدولي، بما فيه المنظمات الحقوقية والهيئات الأممية، بـإدانة واضحة وصريحة لهذه الانتهاكات، والضغط على كل من الجزائر وجبهة البوليساريو لوقف هذه الممارسات، وتمكين سكان المخيمات من حرية التنقل والعيش بكرامة.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل المغرب وخارجه إلى فتح تحقيقات دولية مستقلة حول ما يجري داخل تندوف، التي تُعد من بين آخر المناطق المغلقة أمام الإعلام والمنظمات الدولية، ما يجعل معاناة سكانها مستمرة في صمت



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى