عائلة “المجاهد الإفريقي” تطالب بتدخل المندوب السامي بعد سحب رخصة ملكية

هبة بريس – محمد زريوح

تواجه عائلة المجاهد محمد الخضير الحموتي، المعروف بلقب “المجاهد الإفريقي”، تهميشًا غير مبرر لتاريخ أحد أبرز المناضلين في تاريخ المغرب والجزائر، بعد أن قام مجلس جماعة الناظور في مارس 2023 بنزع رخصة كانت قد أهداها الملك الراحل الحسن الثاني للعائلة كرسالة ملكية تقديرًا لمساهمة المجاهد الإفريقي في نضال استقلال البلدين. هذه الخطوة أثارت غضب العائلة، التي طالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا القرار الذي وصفته بـ “الظالم” والذي يضرب عرض الحائط التضحيات الكبيرة التي قدمها الحموتي في سبيل الحرية.

تعتبر العائلة أن نزع الرخصة يمثل إهانة لذكرى الخضير الحموتي، الذي انخرط في المقاومة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي، وأسهم بشكل كبير في دعم الثورة الجزائرية، فضلاً عن كونه رمزًا للنضال المشترك بين المغرب والجزائر. وقدمت العائلة مطالبة بمحاسبة كل من كان وراء هذا القرار الذي تجاهل التاريخ النضالي للعائلة وأدى إلى حرمانهم من هذا التكريم الملكي.

في سياق متصل، تطرح العائلة سؤالًا عن مدى تدخل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ممثلة في شخص مصطفى الكثيري، لتصحيح هذا الظلم. العائلة تأمل في أن يكون هناك تحرك رسمي لاسترجاع حقهم وإعادة الاعتبار لهذا الرمز التاريخي الذي قدم تضحيات من أجل استقلال بلاده ودعم أشقائه في الجزائر في نضالهم ضد الاستعمار.

محمد الخضير الحموتي، الملقب بـ”المجاهد الإفريقي”، وُلد في 1 فبراير 1936 في بني أنصار بالناظور. كان ينحدر من عائلة تجارية ريفية، وكان والده أحد أبرز التجار في المنطقة. انخرط منذ شبابه في المقاومة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي، حيث قام بأدوار لوجستية وعسكرية حيوية. كما قدم دعمه الكبير للثوار الجزائريين، حيث استضاف قادتهم في منزله ببني أنصار وقدم لهم الأسلحة عبر سفنه الخاصة، مما جعل منه أحد أبرز الشخصيات في حركة التحرير المغاربي.

بعد استقلال الجزائر في 1962، عاد الحموتي إلى المغرب، ولكن اختفى في الجزائر عام 1964 أثناء وساطة بين البلدين. ويعتقد أن مصيره قد تم تحديده عبر تصفية سياسية لم يُكشف عنها حتى الآن، لتظل شخصيته محط تقدير واعتزاز في المغرب والجزائر على حد سواء.

تحظى شخصية الخضير الحموتي بمكانة مرموقة في التاريخ المغاربي، حيث يُعتبر رمزًا للنضال والتضامن بين المغرب والجزائر في مواجهة الاستعمار الفرنسي. لا تزال مؤسسة “محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة شمال إفريقيا” تخلد ذكراه وتوثق مساهماته في النضال التحرري، لتذكر الأجيال القادمة بتضحياته الجسيمة.

تساؤلات عديدة تثار حول المستقبل القانوني لهذه القضية، خاصة في ظل تهميش وتجاهل تاريخ هذا البطل. هل ستتحرك الجهات المعنية لتصحيح هذه المعاملة الجائرة؟ وهل سيكون هناك تدخلاً من السلطات الرسمية لاسترجاع حق العائلة وضمان الحفاظ على ذاكرة هذا الجندي الذي قدم الكثير في سبيل الوطن؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى