تأجيل جديد يلاحق ميناء الناظور غرب المتوسط.. متى يرى النور؟

هبة بريس – محمد زريوح

تستمر معاناة مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يعد من أهم المشاريع الاستراتيجية في منطقة الريف، مع التأجيلات المستمرة التي تحيط به.

و رغم الأهمية الكبيرة للميناء في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري والاستثمار، فإن هذا المشروع لم يحظَ بعد بتاريخ نهائي لتشغيله، وسط تصريحات متضاربة من المسؤولين الحكوميين.

و في آخر التصريحات الرسمية حول المشروع، كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، في جوابه على سؤال شفوي بمجلس المستشارين، أن الميناء لن يكون جاهزًا قبل النصف الثاني من سنة 2026.

هذا التصريح جاء ليزيد من تساؤلات الرأي العام المحلي، الذي كان ينتظر افتتاح الميناء في مواعيد سابقة كانت أقرب بكثير، مما يثير حيرة في الأوساط المحلية حول حقيقة ما يجري في الموقع.

المواعيد المبدئية التي تم الإعلان عنها كانت تعد بالانتهاء من المشروع في أقرب وقت. ففي وقت سابق، تحدثت الحكومة عن افتتاح الميناء في أوائل سنة 2025، وهو ما أكده رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، في تصريحات له سنة 2023.

الوزير تحدث حينها عن مواعيد قريبة لإنجاز المشروع، مؤكدًا أن التأخير كان بسبب صعوبات في استيراد المعدات والتجهيزات المتقدمة التي يحتاجها تشغيل الموانئ الكبرى.

تسلسل التأجيلات والتصريحات المتضاربة لم يقتصر على الموعد المحدد فقط، بل وصل إلى قلق كبير بشأن الجدوى الاقتصادية لهذا الميناء الذي تعوّل عليه الدولة في تحويل منطقة الريف إلى قطب لوجستي وصناعي بارز.

الميناء، الذي يُفترض أن يكون محركًا لتنمية المنطقة، قد يجد نفسه عرضة لمزيد من التأخير في ظل الظروف الحالية.

ورغم هذه التأخيرات المتواصلة، لا يزال الميناء يظل نقطة استراتيجية في خارطة التنمية الوطنية، خاصة أنه سيعزز التبادل التجاري في البحر الأبيض المتوسط.

موقعه الجغرافي المتميز بالقرب من أوروبا يجعل منه بوابة مهمة للتجارة الدولية، وهو ما يضيف إلى أهميته الاقتصادية بالنسبة للمغرب ودول البحر الأبيض المتوسط.

وبالإضافة إلى ذلك، يعوّل المشروع على استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة في المنطقة.

و تتوقع السلطات أن يؤدي الميناء إلى تعزيز القطاع اللوجيستي وتطوير الصناعات المحلية، بما يشكل دافعًا للنمو الاقتصادي في شمال المملكة.

وعلى الرغم من التشاؤم الذي يحيط بالمشروع في الوقت الحالي، إلا أن الحكومة لا تزال تؤكد على أهمية ميناء الناظور غرب المتوسط في خططها التنموية.

ورغم الصعوبات التي يواجهها المشروع، فإن المسؤولين يتعهدون بمتابعة العمل على إتمامه في الوقت المحدد، مع إعطاء الأولوية للتحديات التي تحول دون إنهائه في الموعد الأصلي.

و من المؤكد أن المشروع، عندما يكتمل، سيشكل طفرة في بنية المغرب التحتية وقطاعه الصناعي. لكن في الوقت الحالي، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة من الوفاء بالوعود، أم أن التأجيلات ستستمر إلى ما بعد 2026؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى