
“ماتقيش ولدي” تندد بفاجعة سيدي رحال وتطالب بمحاسبة المتورطين
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
اهتزّ شاطئ سيدي رحال، نهاية الأسبوع المنصرم، على وقع حادثة مأساوية راحت ضحيتها طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، بعدما دهستها مركبة رباعية الدفع (كات كات) كانت تقوم بجرّ دراجة مائية (جيت سكي) على رمال الشاطئ، ما أسفر عن إصابتها بجروح بليغة. الحادث، الذي وقع أمام مرأى المصطافين، أعاد إلى الواجهة النقاش حول غياب المراقبة على الشواطئ، وتنامي مظاهر الفوضى والاستهتار داخل الفضاءات العمومية.
وفي أعقاب هذا الحادث الأليم، عبّرت منظمة “ماتقيش ولدي” لحماية الطفولة عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ”جريمة إهمال متكاملة الأركان”، مطالبة في بيان رسمي بفتح تحقيق فوري ونزيه لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة جميع المتورطين، سواء بالفعل المباشر أو بالتقصير في أداء الواجبات الرقابية.
– فضاء الاستجمام يتحول إلى مسرح فاجعة
وأورد بيان المنظمة الحقوقية، أن “الشواطئ التي يُفترض أن تكون فضاءات آمنة للراحة والاستجمام، تحولت في غياب الرقابة إلى ممرات لمركبات ثقيلة تهدد سلامة المواطنين، وخاصة الأطفال”، متسائلة عن مدى احترام السلطات المحلية للقوانين المؤطرة لاستعمال الفضاءات الساحلية، وعلى رأسها القانون 81.12 المتعلق بحماية الساحل، الذي يمنع بشكل صريح السير بالمركبات على الشواطئ.
– مطالب واضحة وصارمة
ودعت “ماتقيش ولدي” إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات المستعجلة، أبرزها:
فتح تحقيق قضائي وإداري شامل لكشف ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات بدقة؛
متابعة السائق المتسبب في الحادث جنائيًا بتهمة القتل غير العمد الناتج عن الإهمال؛
إصدار دورية رسمية من وزارة الداخلية ووزارة التجهيز، تقضي بمنع استعمال الشواطئ من طرف المركبات، إلا في حالات التدخل الرسمي المراقب؛
إحداث فضاءات خاصة بالرياضات البحرية، كالدراجات المائية (جيت سكي)، بعيدًا عن مناطق استجمام الأسر والمصطافين؛
تعويض الأسرة المتضررة وجبر ضررها النفسي والاجتماعي، بما ينسجم مع حجم الفاجعة.
– “سلامة الأطفال ليست ترفًا”
واختتمت المنظمة بيانها بتجديد دعوتها لكافة السلطات المعنية لتحمّل مسؤولياتها في حماية الأطفال وضمان أمنهم داخل الفضاءات العامة، مؤكدة أن “سلامة الطفولة مسؤولية جماعية لا تقبل التساهل أو التأجيل”.
الحادثة، التي خلّفت صدمة عميقة في صفوف الرأي العام، تضع الجهات الوصية أمام محك حقيقي: هل تتحرك الدولة لحماية أرواح الأبرياء، أم ستُترك الشواطئ رهينة لفوضى تهدد الجميع؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X