حملة أمنية واسعة ضد شبكات النصب والسمسرة في المحاكم

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في إطار الجهود المتواصلة لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة، أطلقت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعليمات مباشرة من رئاسة النيابة العامة، وبالتنسيق الفعال مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي)، حملة أمنية واسعة النطاق استهدفت شبكات إجرامية تنشط في محيط المحاكم بكل من الجديدة وسيدي بنور.

وتركزت الحملة الأمنية على تفكيك خلايا منظمة متخصصة في السمسرة داخل المحاكم، النصب، الاحتيال والابتزاز، وهي أنشطة إجرامية يقترفها مجموعة من السماسرة الذين تربطهم علاقات مشبوهة بأفراد من داخل بعض المصالح الأمنية والقضائية، مما أضر بشكل مباشر بثقة المواطنين في العدالة ومؤسساتها.

– تطهير المحيط القضائي وإعادة الاعتبار للعدالة

تسعى هذه العملية النوعية إلى تجفيف منابع الفساد التي تستغل هشاشة المتقاضين وتبتزهم في قضاياهم، في تحدٍّ صارخ لمبدأ سيادة القانون، وتستهدف الحملة محاصرة كل من تسول له نفسه استغلال النفوذ أو الموقع لتحقيق مكاسب غير مشروعة، في سلوك يسيء إلى صورة العدالة ويقوّض أسس الدولة القانونية.

وقد أكدت مصادر مطلعة أن هذه الحملة ستسفر عن توقيف عدد كبير من المتورطين، سواء من السماسرة أو الوسطاء أو المتواطئين معهم، مع إحالتهم على العدالة لمحاسبتهم طبقًا للقانون، كما يُنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن امتدادات هذه الشبكات، ما قد يُفضي إلى تفكيك خلايا مماثلة في مناطق أخرى من المملكة.

– تنسيق أمني عالي ورسالة حازمة

ويعكس التنسيق المحكم بين الفرقة الوطنية والديستي الإرادة الصلبة للأجهزة الأمنية المغربية في تطهير المؤسسات الحساسة من أية ممارسات تسيء لسمعتها أو تُضعف من ثقة المواطنين فيها. كما تشكّل هذه الحملة رسالة حازمة وواضحة إلى كل من يحاول المساس بنزاهة القضاء أو استغلال ضعفاء النفوس لتحقيق منافع شخصية.

– نحو بيئة قضائية آمنة ونزيهة

وتأتي هذه العملية في سياق أشمل من العمل الأمني المؤسساتي الهادف إلى ترسيخ العدالة والنزاهة في الفضاء القضائي، وتوفير بيئة آمنة ومطمئنة للمتقاضين في مختلف ربوع المملكة. كما تؤكد السلطات المغربية من خلالها استمرارها في محاربة كل أشكال الجريمة المنظمة، بما في ذلك الفساد الإداري والقضائي.

إنها خطوة مهمة في سبيل استعادة الثقة، وتأكيد أن القانون فوق الجميع، وأن يد العدالة ستطال كل من تورط في المساس بها، مهما طال الزمن.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى