
شحن السيارات الكهربائية في مدينة الدار البيضاء خارج التغطية ووزير الصناعة في سبات صيفي!
هبة بريس – الدار البيضاء
في عز فصل الصيف ومع توافد أعداد كبيرة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يجد أصحاب السيارات الكهربائية أنفسهم أمام معضلة حقيقية بمدينة الدار البيضاء: شحن سياراتهم تحوّل إلى مهمة شبه مستحيلة. فالمحطات المتوفرة إما غير فعالة أو متوقفة عن العمل، بينما تحتكر شركة واحدة تقديم الخدمة مقابل أثمنة مرتفعة تثير استياء المستعملين، في تناقض صارخ مع الشعارات الرسمية حول الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
ورغم أن المملكة قطعت خطوات مهمة في تشجيع السيارات الكهربائية على الورق، فإن الواقع الميداني يُبرز تأخراً واضحاً في البنية التحتية، خاصة في أكبر المدن المغربية التي كان يفترض أن تكون في مقدمة التهيئة لهذا التحول. وفي مقدمتها الدار البيضاء، التي تعاني من غياب رؤية واضحة ومن غياب محطات شحن فعالة ومجانية يمكن أن تواكب الطفرة التدريجية في عدد السيارات الكهربائية.
وفي ظل هذا الوضع، يُوجّه كثير من المهتمين أصابع الاتهام إلى وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، الذي يبدو أنه لم يُولِ الموضوع الأهمية اللازمة، ولم يُقدِم على أي خطوات ملموسة لمعالجة الإشكال، في وقت تتسابق فيه دول أخرى إلى تبني منظومات متكاملة للطاقة النظيفة، وتوفير الدعم للمواطنين وتشجيع الاستعمال الواسع للسيارات الكهربائية.
مقارنةً بذلك، لا يغيب عن الأذهان الدور الذي لعبه الوزير السابق مولاي حفيظ العلمي، الذي عمل خلال ولايته على إطلاق مشاريع تصنيع محلي لمكونات السيارات الكهربائية، والتأسيس لبنية تحتية واعدة. أما اليوم، فإن المؤشرات توحي بركود كبير وتراجع في وتيرة الاهتمام، بل وتخلي غير معلن عن هذا الورش، رغم ما يحمله من أبعاد استراتيجية واقتصادية وبيئية.
العديد من أفراد الجالية الذين جاؤوا بسيارات كهربائية من أوروبا احتراماً للبيئة وقوانين بلدان الاستقبال، يجدون أنفسهم في المغرب أمام إهمال واضح لهذا النمط من التنقل النظيف، دون تفسير رسمي مقنع، ودون إجراءات استعجالية. ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: هل يعقل أن يُترك ملف من هذا الوزن خارج التغطية؟ وهل ننتظر نهاية الولاية الوزارية لتحريك ملف بهذه الأهمية؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X