الميناء يقترب.. فهل يتحمّل الناظور والدريوش ضغط السكن القادم؟

هبة بريس – محمد زريوح

في خطوة استباقية، أعلنت شركة تنمية المركب الصناعي-المينائي الناظور ويست ميد عن إطلاق دراسة موسعة خلال شتنبر المقبل، موجهة لاستشراف الحاجيات السكنية بالمناطق المحيطة بالمشروع. وتأتي هذه المبادرة في سياق التحضير لموجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي سيُحدثها الميناء مع بداية تشغيله.

ولا تقتصر الدراسة على مجرد تشخيص للوضع الراهن، بل تهدف إلى وضع قاعدة بيانات دقيقة تساعد على توقع الطلب المستقبلي على السكن. ومن خلال ذلك، سيتم توجيه العرض العقاري بما ينسجم مع التطورات العمرانية المتوقعة، ويمنع أي ارتجال قد يضر بالتوازن الاجتماعي.

وتنص محاور الدراسة على استباق الضغط السكني المتوقع، والتخطيط لمنتوج عقاري يلائم جميع الشرائح الاجتماعية، إضافة إلى حصر الوعاء العقاري الممكن تعبئته في الأمدين القريب والبعيد. كما ستقترح آليات حكامة تشاركية تضمن انسجام الأدوار بين السلطات والجماعات الترابية والقطاع الخاص.

ولم تقتصر الرؤية على الجانب التقني، إذ تسعى الدراسة إلى معالجة أبعاد أوسع ترتبط بالتماسك الاجتماعي، أنماط السكن المتنوعة، والاستدامة البيئية. كما سيتم تحليل وضعية السوق العقاري بإقليمي الناظور والدريوش، مع تقسيم التراب إلى ثلاث مناطق نفوذ تُحدد أولويات التوسع العمراني بحسب قربها الزمني من الميناء.

ويُنتظر أن يكون الناظور ويست ميد رافعة تنموية كبرى، على غرار طنجة المتوسط، بما سيخلقه من فرص عمل ويستقطبه من كفاءات. غير أن هذا الزخم الاقتصادي لن يكتمل إلا بتخطيط عمراني صارم يضمن عدالة اجتماعية وتوازناً في الفرص، وهو ما تهدف إليه الدراسة التي ستُختتم بخطة عملية واضحة المعالم.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى